الموسوعة العالمية الشاملة

الصفحة الأولى

الصفحة الثانية

 لقد عرفّت موسوعة جينيس للأرقام القياسية، الرقم القياسي بأنه هو:
السجلّ ، بالمعنى العصري إنجاز أو إحداث فوق معدّل أو مستوى غيره من النوع نفسه هو أمر يمثّل أقصى درجات يبلغها كائن متحرّك أو جامد وهي قابلة للقياس ساعة ضبط للوقت ، أو ميزان للوزن ، أو شريط قياس للمسافة ، أو بحسب التواتر
وأقدم سجلّ لرقم قياسي عُرف عبر الزمن ربّما كان إنجاز القدّيس سمعان الأصغر ، وهو راهب من اتباع نساك العواميد (المعروفين بالمستعمدين) والذي قضى 45 سنة بطولها على قمة في مكان قريب من إنطاكية في سوريا الشمالية ، وذلك عام 597م.
وقد أُدرج الراهب سمعان مؤخراً أسماء ستة منجزين عظام في قاعة المشهورين (أو قاعة الشرف) لسنة 1987 وخلال الأشهر الإثني عشر الأخيرة، حُطّمت ألوف الأرقام القياسية .
أما القوانين والأنظمة فتعرف الأرقام القياسية بأنها كل نشاط أو لون رياضي مقترن بتحطيم الرقم القياسي وله أنظمة موضوعة ففي مسابقات الماراثون والاحتمال الطويل مثلاً يجب أن تثبت السجلاّت ووجود مراقبة مستمرّة دون انقطاع .
ويجب أن تتضّمن هذه السجلات ، بالترتيب الزمني ، فترات ممارسة النشاط ، أو المسابقة وفترات الراحة بأوقاتها ومدّتها . ويجب أن تحتوي على تواقيع الشهود وتواريخ مجيئهم وذهابهم بالإضافة إلى ضرورة وجود شاهدين مستقلّين طيلة فترة المسابقة . وحيث تستدعي الضرورة يجب أن يكون هناك قيود مكتوبة للمباراة ، أو للّعبة ، تبيّن سير المباراة بطريقة مرضية .
أما الفئات فمن المرجّح نشر الأرقام القياسية التي تفوق الأرقام المنشورة سابقاً ، أو التي لها مغزى جديد أو التي أصبحت موضوع مباريات منتشرة في مناطق متعددة في العالم .
إن الأحداث الفردية أو الوقائع المنفردة وهواية تجميع الأشياء العادية ليست بالضرورة أرقاماً قياسية بحدّ ذاتها . فالأرقام القياسية المشروطة أو المحددة بطريقة أو بأخرى – مثلاً ، بالعمر أو القدرة أو أيام الأسبوع، الخ – لا يوجد لها مكان إلا في كتب متفرقة وقليلة جداً .
أخيراً يجب القول أنه ليس هناك من رقم قياسي سهل فالأرقام القياسية ، تحديداً تكون على أقصى حدود الإمكان ، والمقّدر لها أن تحّطم بفارق أصغر وأصغر على فترات أطول وأطول من الزمن .
وفي موسوعتنا هذه نستعرض بعضاً من تلك الأرقام وأهمها . والله الموفق
تسعة وثلاثون طبعة طبعت من كتاب جينيس للأرقام القياسية ، ولاحظ القراء المواظبون على متابعة هذا الكتاب أن هناك بعض التغييرات قد أحدثت في نسق المحتويات ، وتم تزويد الموسوعة تلك بالرسوم ، كما نقّح النص ، تنقيحاً كاملاً ، وأحدثت عليه آلاف التغييرات.
يقول بيتر ماثيوز رئيس التحرير شركة جينيس:
لقد ارتبطت بشركة جينيس طيلة حياتي العملية ، ومع عملية نشرها نصف هذه الفترة ، لذا كان شرفاً عظيماً لي أن أدعى كي أتولى رئاسة تحرير هذه الطبعة الجديدة ، كنت في العاشرة من عمري حين ظهرت الطبعة الأولى من كتاب جينيس للأرقام القياسية ، وقد أحدث العرض الواضح للمعلومات الحقيقية ، انطباعاً كبيراً آنذاك ، وبقيت منذئذٍ قارئاً نهماً لهذا الكتاب.
إنني أشعر بالفخر لمتابعتي صف المحررين المرموقين ، وإنني جد ممتن لهم جميعاً على دعمهم وتشجيعهم ، فالآن راسل ودونالد ماكفارلين اللذان كانا قبلي قد سارا على التقليد والمعايير التي أقامها رئيسا التحرير المؤسسان نوريس وروس ماكويرتر كما أنني ممتن بخاصة للسيد نوريس ماكويرتر على إرشاداته وصداقته طوال سنين عديدة ، ويسرني أن مشورته وثقافته ظلا في متناول فريقي التحرير في اينفيلد.
يؤرخ كتاب جينيس للأرقام القياسية ، بتسلسل زمني ، الإنجازات الذروة للرجال والنساء والأعلى في العالم من حولنا ، وكثير منها مواد واضحة في هذا الكتاب.
وبالنسبة للأمور الأخرى كان علينا أن نحكّم حكمنا التحريري على ما نضمنه وما نستثنيه من الأرقام القياسية الضخمة التي طرحت علينا ، أو التي بحثناها نحن ومستشارونا الخبراء.
إننا في كل سنة ، ننوّع المحتويات بأن نترك بعض الأصناف ونُدخل أصنافاً جديدة ، كما نستعرض ونراجع أين يكون مناسباً لكل مادة في الكتاب.
نحن نعتز بانتباهنا إلى التفاصيل واهتمامنا بها ، والاعتناء الكبير بتدقيق ما نقدمه ، ولكن يسرنا دائماً أن نسمع من قرائنا القادرين أن يزودونا بتحسينات على النص أو يقترحوا أصنافاً جديدة أو مساهمات مباشرة ن بالطبع ، من محطمي الأرقام القياسية الجدد.
وكثيراً ما يدهش المرء من مدى التغيير في الأرقام القياسية ، فأي رقم قياسي يسجل يمكن أن يمثل هدفاً للأبطال المحتملين في ذلك الميدان ، وهكذا ظلت قلة منها ثابتة لفترة طويلة.
ومرة أخرى يوفر البحث الجديد تغييرات على الأرقام القياسية التي قد يبدو ضرورياً تثبيتها ، فعلى سبيل المثال كان الرقم القياسي في الطبعة الأولى لهذا الكتاب لأبعد الأجرام في الكون ، وفي سنة 1955 كانت هذه على بعد ألف مليون سنة ضوئية ، ونحن الآن نسجل 130000 مليون سنة ضوئية ، إن هذا هو تقدم المعرفة وتصوير لعالم الأرقام القياسية دائمة التغيّر.
وُضع كتاب جينيس للأرقام القياسية أولاً من أجل المساعدة على حل الخلافات التي قد تقع حول مسائل الحقيقة.
ولدت الفكرة سنة 1951 حين كان المدير الإداري لمؤسسة جينيس ، السير هيو بيفر (1890-1967) يصطاد في منطقة نورث سلوب قرب نهر سلاني في مقاطعة ويكسفورد في جنوب شرقي ايرلندا ، وقد أضاعت المجموعة بعض الطيور الزقاق الذهبية ، ثم اكتشف أن المراجع في مكتبة مضيفة في كاسلبريدج هاوس لم تستطع أن تثبت هل هذا الطائر هو أسرع الطيور في أوروبا.
وقد أدت تجربة السير هيو هذه به إلى فكرة أن ثمة العديد من مثل هذه المسائل التي تناقش ليلياً في 81400 حانة في بريطانيا وأيرلندا التي يباع فيها كتاب جينيس.
وفي 12 أيلول 1954 دُعي نوريس وروس ماكويرتر ، وكانا آنذاك يديران وكالة بحث عن الحقائق في لندن ، إلى مكاتب جينيس في بارك رويال في شمال غربي لندن من أجل مناقشة مقترح وجوب نشر مجموعة من الأرقام القياسية ، وبذلك أثر بشكل مباشر وفاعل على هيئة جينيس ، فكلفا على الفور ، بمتابعة الفكرة وإنجازها.
وقد أقيم مكتب في 107 شارع فليت ،وبدأ العمل المكثف ، وفي اقل من عام صدرت الطبعة التدشينية في 198 صفحة ، وجُلدت النسخة الأولى في 27 آب 1955.
وقبيل حلول عيد الميلاد كان كتاب جينيس هو الأول في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً ، وكل طبعة تالية كانت على هذا النسق.
وصدرت الطبعة الأمريكية في نيويورك سنة1956 ، وتلتها طبعات باللغة الفرنسية (1962) وبالألمانية(1963).
وفي سنة 1967 صدرت طبعات الأولى بالدانمركية والنرويجية واليابانية والإسبانية ، وتبعتها في السبعينات طبعات باللغات التشيكية والهولندية والعبرية والآيسلندية والبرتغالية والصربية – الكرواتية.
وفي الثمانينات صدرت ترجمات لها بالعربية والصينية واليونانية واللغة الهندية والهنغارية والإندونيسية والملاوية والتركية.ومؤخراً ، وفي أوائل التسعينات صدرت طبعات باللغات البلغارية والكوبية والمكدونية والبولندية والرومانية والروسية.
ويبقى أملنا وكما ذكرنا في مقدمة الطبعة الأولى ، أن هذه الطبعة الجديدة يمكن أن تساعد في حل الكثير من الاستفسارات عن الحقائق.
الطول الحقيقي لعمالقة البشر يموه أحياناً كثيرة بالمبالغة أو بالتشويه المتعمد بقصد الكسب التجاري ، والإثباتات الوحيدة المقبولة عن الحجم الحقيقي لهؤلاء العمالقة هو ما تجمع في هذا القرن تحت إشراف طبي محايد ، ومما يدعو إلى الأسف أن بعض النشرات الطبية لم تخل من بعض المبالغات التي أطلق فيها العنان للخيال على الأخص في مسألة الطول.
والعمالقة الذين يظهرون على خشبات المسارح والسيرك ملزمون بعدم الكشف عن مقاييسهم الحقيقية ومن البديهي أن يبالغ المشرفون على تدريبهم وعرضهم بحيث يزايدون على طولهم أو وزنهم ، وأبرز الأمثلة على المبالعة كان مثل سياه خان ابن كشمبرخان (ولد سنة 1913) في بوشهر (إيران).
وقد عرض البروفسور فوكس صوراً له أثناء اجتماع لجمعية الأطباء في فيينا (النمسا) في ناير سنة 1935 ادعى فيها أن طول سياه خان يبلغ 320سم ولكن عندما دخل المذكور إلى المستشفى في طهران لإجراء عملية تبين أن طوله لا يزيد في الواقع عن 220سم.
يقول العلم الحديث إن أعظم طول ثبت بما لا يقبل النقض كان طول العملاق روبرت برشنغ وادلو المولود في 22 شباط 1918 في ولاية إلينوي في الولايات المتحدة.
وكان وزنه حين ولادته 3.79كغم وبعد بلوغه العام الثاني من عمره بدأ نموه غير الطبيعي بالظهور بسبب خلل في الغدة النخامية بعد إجراء عملية لفتق مزدوج أصا
وقد تولى الدكتور (سي . أم. تشارلز) أستاذ الطب في جامعة واشنطن (سانت لويس مزوري) والدكتور سيريل ماكبرايد قياس طول روبرت وادلو في 27 يونيو 1940 قبل وفاته بثمانية عشر يوماً فبلغ طوله 272سم ، وتوفي بنتيجة إصابته بالتهاب أنسجة الخلايا في عظم رسغ قدمه الأيمن (الكاحل).
وقد دفن وادلو في مقبرة (أوكوود) في (ألتون إلينوي) في تابوت صنع خصيصاً له طوله 328سم وعرضه 81سم وعمقه 76سم ، وأثقل وزن بلغه كان 222.71كغم في عيد ميلاده الحادي والعشرين وكان قياس حذائه 47 وطول ذراعيه ممدودتين 288سم وعندما كان في التاسعة من عمره استطاع أن يحمل والده ويصعد به إلى الطبقة الثانية من المنزل وأبوه كان طوله 182سم ووزنه 72كغم.
محمد عالم شنّا ولد سنة 1956 الذي يعمل موظفاً في مزار لال شهباز كالاندر في باكستان ادعى أنه أطول رجل في العالم بعد وفاة دون كوهلر سنة 1981 ، وقد أوردت وكالات الأخبار في حينه أن طوله يبلغ 251سم ولكن قياسه الحقيقي الذي أخذ سنة 1984 بين أن هناك مبالغة في الرقم بحوالي 15سم وهكذا يكون أطول العمالقة الأحياء مونجان ونشنوش.

النمو المدهش حالة أدهشت الطب في جميع مراحله التاريخية حيث عاش أحد الناس قزماً ثم تحول إلى عملاق.
ولد آدم رينر في النمسا عام 1899 ولم يتجاوز طوله 1.18 م عند بلوغه السن الحادية والعشرين . وفجأة بدأ جسمه يزداد طولاً حتى بلغ 2.18 م عام 1931 ، وقد أضعفه هذا التطور المفاجئ مما جعله يبقى ممدداً في سريره حتى موته في الرابع من آذار عام 1950 بعمـر 51 سنة وكان طوله 234سم ، فكان على حد قول فريق العمل الطبي الذي كان يشرف على علاجه أنه الشخص الوحيد في التاريخ الطبي قزماً وعملاقاً في آن واحد. 22.
بقي أن نعرف متى يتوقف الإنسان عن النمو؟
يبلغ متوسط طول الرضيع المولود حديثاً (50سم) وعبر عشرين عاماً يتضاعف طول هذا الجسم أكثر من ثلاث مرات لأن متوسط طول الإنسان يبلغ حوالي 170سم لكن الإنسان لا يتوقف عن النمو فيما بعد ويستمر بالنمو حتى بعد سن الخامس والعشرين ويصل طوله الحد الأقصى عندما يبلغ عمره الخمسة والثلاثين أو الأربعين عاماً ، وبعدها يبدأ بالانكماش إذ يبلغ متوسط انكماش جسم الإنسان حوالي 10ملم في كل عشر سنوات بعد عمر الأربعين وسبب هذا الانكماش هو حدوث جفاف في غضروف العمود الفقري والمفاصل.
ويتنوع النمو مع تنوع الفصول فالطفل ينمو بشكل أسرع أثناء فصل الصيف منه في فصل الشتاء فالطعام الجيد وأفضل أساليب العيش وكامل مجموعة الظروف تجعل الأجيال الحالية أطول من الأجيال السابقة.
وتتعلق درجة النمو بالمراحل الهامة التي تمر بها الغدد ، الدرقية والنخامية والتيموسية والجنسية فإذا كان عمل هذه الغدد طبيعياً ووجد التوازن المناسب بين وظائفها فإن النمو سيسير بشكل طبيعي.

أطول إنسان هو الإيراني الذي يدعى سياد فاد وقد بلغ طوله 327 سم وسجل هذا الرقم في جينس للأرقام القياسية.